Powered By Blogger

أفلا يتبدرون القرآن

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء


يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله


وإذا سمعت كلمة (أفلا) فأعلم أن الأسلوب يقرّع من لا يستعمل المادة التي بعده } أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن { أي كان الواجب عليهم أن يتدبروا القرآن، فهناك شيء اسمه (التدبر)
وحين يأتي مخاطبك ليطلب منك أن تستحضر كلمة (تدبر)؛ فمعنى هذا أنه واثق من أنك لو أعملت عقلك إعمالاً قوياً لوصلت إلى الحقيقة المطلوبة
والحق يقول }أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن {والتدبر هو كل أمر يُعرض على العقل له فيه عمل فتفكر فيه لتنظر في دليل صدقه
والحق سبحانه وتعالى حينما يحث المستمعين للاستماع إلى كلامه وخاصة المخالفين لمنهجه أن يتدبروا القرآن، معناه أنه يحب منهم أن يُعملوا عقولهم فيما يسمعون؛ لأن الحق يعلم أنهم لو أعملوا عقولهم فيما يسمعون لانتهوا إلى قضية الحق بدون جدال.... من تفسير الشعراوي بتصرف

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)
   سورة  محمد


كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُواْ الْأَلْبَابِ (29)
         سورة ص 




لإعداد  دراسة قرآنية عن تدبر القرآن , يمكن الاستعانة بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمحمد فؤاد عبد الباقي  عن الألفاظ التي ورد فيها التدبر ,
 نستخرج جذر الكلمة  - تدبر -  فنجد انه - د ب ر
 باختيار هذا الجذر نصل مباشرة إلي الآيات التي تتضمن هذا الجذر والمتعلقة مباشرة بالقرآن فنجد أنها هذه الآيات الأربع من سور النساء ومحمد وص والمؤمنون .
بالبحث السريع في فهرس كتاب التفسير الذي تختاره  تصل مباشرة إلي شروح هذه الآيات , ويمكن أن تشمل الدراسة أو القراءة أكثر من كتاب تفسير , وتقوم فهارس كتب التفسير الاليكترونية بتيسير الوصول للآيات المختارة بسرعة فائقة .

تطبيق :

قال الله عز وجل في سورة الأنعام


وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)
    


وكما فصل لنا سبحانه صحة الوحدانية وصحة النبوة، وصحة القضاء والقدر، يفصل لنا الآيات التي تقرر الحقائق , ونقرأ " سبيل " في بعض القراءات مرفوعة، أي أن سبيل المجرمين يظهر ويستبين ويتضح، وتقرأ في بعض القراءات منصوبة، أي أنك يا محمد تستبين أنت السبيلَ الذي سيسلكه المجرمون. وكلمة " سبيل " وردت في القرآن مؤنثة على الحق:* الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً *[الأعراف: 45].
ووردت أيضاً في بعض الآيات مذكرة:* وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً *[الأعراف: 146]. أي أن الله سيعامل كل إنسان على مقتضى ما عنده من اليقين الإيماني.
والمعاندون لهم المعاملة التي تناسبهم، وكذلك المصرّ على الذنوب، والمقدم على المعاصي، وهي تختلف عن معاملة المؤمن. ولكنها في إطار العدل الإلهي. إذن فلكلٍ المعاملة التي تناسب موقعه من الإيمان.
والمقابلون للمجرمين هم المؤمنون. فإذا استبنت سبيلَ المجرمين، أو إذا استبان لك سبيلُ المجرمين ألا تعرف المقابل وهو سبيل المؤمنين؟

وحين يذكر الحق شيئاً مقابلاً بشيء فهو يأتي بحكم شيء ثم يدع الحكم الآخر لفهم السامع، فإذا كان الحق بين سبيل المجرمين لعناً وطرداً، فسبيل المؤمنين يختلف عن ذلك، إنه الرحمة والتكريم. 
 من تفسير الشعراوي بتصرف ( اختصار ) .

ولتعرف سبيل المجرمين كما وضحها القرآن الكريم , نعود إلى المعجم المفهرس لألفاظ القران ,
 فنجد أن الجذر الثلاثي للفظ المجرمين هو – ج ر م – وباختياره من المعجم نجد أمامنا كل الآيات التي بينت صفات المجرمين وأخلاقهم  وأعمالهم ومصائرهم في الآخرة , جعلنا الله وإياكم من المؤمنين .


وندعوكم لقراءة كتاب أفلا يتدبرون القرآن 

 للدكتور الشيخ ناصر بن سليمان العمر

رابط الكتاب







وكذلك كتاب  المواهب الربانية من الآيات القرآنية

للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

رابط الكتاب





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق